علاج ضغط الدم المنخفض
يتوقف العلاج على طبيعة السبب المرضي المؤدي لانخفاض الضغط . فالحالات الحادة الناتجة عن نقص كمية الدم والسوائل في الجسم تستدعي التدخل السريع بتعويض الجسم عما فقد منها . أما حالات الصدمة العصبية والاتساع الحاد للأوعية الدموية ، خاصة الناتجة من الحساسية الزائدة لأحد الأدوية ، فيمكن علاجها عن طريق عقار الأدرينالين والأدوية القابضة للأوعية الدموية . وقد نلجأ في الحالات الأخيرة إلى إعطاء كميات كبيرة من السوائل وبلازما الدم
إلا أنه يجب التوقف عن تناول أدوية الضغط إذا كانت هي السبب في انخفاض الضغط . وبالنسبة لعلاج الحالات الناجمة عن هبوط القلب الحاد ، فيلزم دخول المريض وحدة العناية القلبية المركزة ، مع متابعة الحالة بواسطة إخصائي القلب لتحديد أسباب هبوط القلب ووضع العلاج المناسب .
ومن ناحية أخرى ، يستوجب الأمر في حالات انخفاض ضغط الدم المزمنة – إلى جانب علاج السبب المرضى إن وجد واتباع المريض لبعض الإرشادات الصحية المهمة . من هذه الإرشادات : زيادة كمية الملح في الطعام ، وتجنب الوقوف بدون حركة لفترات طويلة خاصة داخل الأماكن المغلقة في الطقس الحار ، والامتناع عن تناول العقاقير المثبطة لنشاط الجهاز العصبي السمبثاوي أو الموسعة للأوعية الدموية ،وأيضاً مدرات البول والأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي .
ويجب التنويه إلى أنه ليس للأدوية القابضة للأوعية الدموية أو المنشطة للجهاز العصبي السمبثاوي أي دور في علاج معظم الحالات المزمنة لضغط الدم المنخفض ، بل إنه يجب تجنبها نظراً لآثارها الجانبية . علماً بأن مفعول هذه الأدوية مؤقت ، لا يمتد لأكثر من ساعة أو ساعتين ، كما أنها تفقد فاعليتها مع الاستخدام المتكرر .
ويعتمد تشخيص ضغط الدم المنخفض على قياس الضغط بدقة وعناية والمريض راقداً ، ثم قياسه مرة أخرى والمريض واقفاً بعد مضي عدة دقائق من الوقوف . ويجب أن يكون ظهور أعراض الضعف والدوخة والإعياء على المريض مصحوبة بانخفاض واضح في الضغط عند قياسه حال وجود الشكوى .
• تصحيح بعض الأفكار والمعتقدات الخاطئة
خلافاً للفكرة الشائعة ، فإن معظم الأفراد الذين يصل مستوى الضغط لديهم إلى الحد الأدنى للمعدلات الطبيعية ( حوالي 90 مم زئبق إنقباضي ، 60 مم زئبق إنبساطي ) لا يشعرون بأعراض غير طبيعية . وفي المقابل فإن كثيراً ممن يعانون من الدوخة ( أو ما يسمونه هبوطاً ) والذين قد يتم تشخيص حالتهم بأنها ناتجة عن الضغط المنخفض ، قد يظهر عند قياس مستوى الضغط لديهم أنه في الحدود الطبيعية .
ومن الأخطاء الشائعة وصف العقاقير المنشطة للجهاز العصبي السمبثاوي أو القابضة للأوعية الدموية لعلاج هؤلاء المرضى . إذ أن شكواهم في الواقع مبعثها القلب العصبي والاكتئاب النفسي ، وليس لها علاقة بانخفاض الضغط .
ومن المعتقدات الخاطئة أيضاً علاج انخفاض الضغط لدى هؤلاء المرضى بإعطاء المواد السكرية . إذ أن المواد السكرية لا علاقة لها بالضغط المنخفض . وإنما يرجع التحسن الذي قد يشعر به بعض المرضى بعد تناول السكريات المركزة إلا أن شكواهم نابعة أساساً من الحالة النفسية . أما حالات الضعف والهبوط الناتجة من انخفاض الضغط لا تتحسن بالسكريات ، ولكن بتناول ملح الطعام والأطعمة المالحة بكميات كبيرة .
ومن الأسباب المهمة لحدوث انخفاض حاد ومتكرر لضغط الدم ، ما يعرف بحالات الإغماء البسيطة التي تنتج من زيادة نشاط العصب الحائر . وتتمثل الأعراض المصاحبة لهذه الحالات في الإغماء أو في الشعور بالضعف الشديد والزغللة خاصة عند الوقوف لفترة طويلة في الأماكن المزدحمة المغلقة ، أو بعد سماع أخبار مثيرة أو مشاهدة حادثة في الطريق ، أو في أعقاب التبرع بالدم . ويسبق فقدان الوعي في كثير من الأحيان الشعور بالغثيان والميل إلى القىء ، وإخراج غازات مع مغص بالبطن ، وانخفاض في سرعة النبض ، وشحوب بالجلد ، وكثرة العرق . وهذه الحالات تكون أكثر ذيوعاً لدى الأفراد العصبيين ومرهفي الحس وممن يسهل استثارتهم . وعادة ما يستمر فقدان الوعي دقائق معدودة ولا تصحبه أية مضاعفات ، ما لم يحدث بصورة مفاجئة قد تعرض المريض للأذى عند سقوطه أو ارتطامه بالأرض . وعند حدوث هذه الحالات ، يجب ترك المريض في وضع الرقاد على الأرض وعدم المبادرة بمساعدته على الوقوف ، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من انخفاض الضغط وسوف يعود إلى وضعه الطبيعي بعد دقائق معدودة .