وأبرز متدخلون مختلف التدابير المتخذة من طرف السلطات المكلفة بقطاع الفلاحة, من أجل رفع الإنتاج الفلاحي, وتحسين تنافسية صناعات تحويل المنتوجات الفلاحية.
وكانت أشغال الندوة, التي انعقدت بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري, عزيز أخنوش, مناسبة لمسؤولي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية, لتقديم حصيلة وآفاق أنشطة الوكالة في المغرب.
وابرز لحسن كيندي, مستشار في مجال المنتوجات المحلية, الغنى الوطني المتميز في هذا الميدان, مشيرا إلى أن هذا الغنى"إما مثمن بشكل ضئيل, أو غير مثمن", ويستلزم وجود استراتيجية للتأهيل, من أجل تنظيم الفاعلين, واستهداف الأسواق وإقامة جهاز مؤسساتي داعم.
وأكد متدخل آخر أهمية قطاع الفراولة (التوت) في المغرب, الذي يشغل 40 في المائة من اليد العاملة ويمثل 15 في المائة من الناتج الداخلي الخام, على مستوى قطاع الفلاحة, مذكرا بأن زراعة الفراولة, التي ابتدأت خلال سنوات السبعينيات في جهتي الغرب اللوكوس, وسوس- ماسة, تغطي حاليا حوالي 3140 هكتارا, مع 350 منتجا و30 مقاولة للتغليف, وتحتل المرتبة الخامسة في الزراعة الموجهة للتصدير, بعد الحوامض.
وأوضح المتدخل أن إنتاج وتصدير الفراولة إلى أسواق الاتحاد الأوروبي, خارج الموسم, يمنح فرصا مهمة لتنويع وتكثيف الفلاحة, في سياق مخطط المغرب الأخضر.
واعتبر أن المغرب يتوفر على جميع المؤهلات, التي تسمح له بأن يكون منتجا ومصدرا مهما, إذا طور خدمات دعم القطاع.
وتطرق إلى فرص الاستثمار في قطاع إنتاج الزيتون, والقدرة على عصر الزيتون بضواحي مكناس, من طرف متدخلين آخرين, أبرزوا مكانة هذه الفاكهة, التي تمتد على مساحة تقدر بأكثر من 560 ألف هكتار منها 220 ألف هكتار في مناطق مسقية, و200 ألف هكتار في المناطق الجبلية, و100 ألف هكتار في المناطق البورية, و40 ألف هكتار موزعة على مناطق مختلفة من المملكة.
وأكدوا, بهذه المناسبة, المساهمة الاقتصادية لهذه الفاكهة في التصدير, داعين بالخصوص إلى اعتماد استراتيجية للنهوض بالتسويق, وإحداث مسالك للتوزيع, والقيام بأنشطة, من أجل تحسين جودة زيت الزيتون.
وفي هذا السياق, ذكر عزيز الفكوسي, المكلف بالمقاولة بالمركز الجهوي للاستثمار, في جهة مكناس ـ تافيلالت, بالأنشطة الكبرى التي جرى القيام بها, من أجل خلق دينامية في قطاع إنتاج الزيتون في الجهة, مؤكدا قوة الطلب على الأغراس من قبل الفلاحين, وأنشطة تحديث القطاع, وإحداث مشروع القطب الفلاحي الكبير للزيتون في مكناس.
من جهة أخرى, استعرض المؤهلات المتعددة التي تمنحها جهة مكناس أ تافيلالت, في المجالات المتعلقة بالفلاحة والصناعة والسياحة.
وكانت رامونة الحمزاوي, نائبة مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية, تطرقت إلى برنامج "فلاحة والفلاحة المقاولاتية المندمجة", الذي جرى وضعه في إطار استراتيجية الشراكة, القائمة بين المغرب والوكالة (2004ـ 2009).
وأوضحت أن هذا البرنامج, جرى اعتماده لتحسين القدرات الفلاحية والصناعة الفلاحية, في إطار اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة.
وذكرت ببرنامج "ميلينيوم تشالنج كوربوريشن", الذي جرى توقيعه في 31 غشت 2007, على مدى خمس سنوات, وميزانية تقدر بـ 697 مليون دولار.
وأضافت أن هذا البرنامج يرتكز على تحسين الإنتاجية في القطاع الفلاحي, وتحسين تنافسيته, مشيرة, في هذا الصدد, إلى برنامج "إنتاجية الأشجار المثمرة" لـ "ميلينيوم تشالنج كوربوريشن", الذي خصصت له ميزانية تقدر بـ 300 مليون دولار, ويهدف إلى توسيع مجال القطاع الفلاحي, والتقليص من تقلبات الإنتاج الفلاحي.
وحسب وثيقة وزعت بهذه المناسبة, فإن "ميلينيوم تشالنج كوربوريشن", يتوخى تمويل مشاريع في مناطق بورية, وإعادة تأهيل وتكثيف زراعة أشجار الزيتون والتين واللوز, على مساحة تناهز 55 ألف هكتار, إضافة إلى توسيع هذه الزراعات على ما يناهز 120 ألف هكتار.
ويهدف هذا البرنامج إلى تحويل اهتمام الفلاحين الصغار, من زراعة الحبوب إلى زراعة أصناف الأشجار المثمرة, التي تتطلب قليلا من الماء, ولها قيمة تجارية كبرى, وتقاوم الجفاف.
كما يتوخى المشروع إعطاء فعالية أكبر لنظام الري, والرفع من إنتاجية أشجار الزيتون, والنخيل, في المناطق المسقية, على مساحة 41 ألف هكتار.
وسيقدم برنامج "ميلينيوم تشالنج كوربوريشن", دعما تقنيا ودورات تكوينية لفائدة المنتجين وعائلاتهم, وجمعيات المنتجين, من أجل تحسين تقنيات الزراعة, وسيمول إحداث تعاونيات للفلاحين, إضافة إلى تكوينهم وتقديم خدمات استشارية, على مستوى التدبير والتسويق والمحاسبة والتنظيم, والولوج إلى الخدمات المالية.
كما سيمول أنشطة في مجالات أخرى, مثل الصناعة التقليدية والصيد التقليدي, وسيدعم أيضا إحداث وتوسيع مقاولات صغرى.