أظهرت دراسة حديثة أن إناث القردة تتزاوج مع الذكور التي تحرص على إشراكها في طعامها الذي تدبره يوميا.
وتبين لباحثي معهد «ماكس بلانك» لعلم الاجتماع في لايبزغ أن إناث القردة
ترفض التزاوج مع القردة التي لا تفرط في الغنيمة التي تحصل عليها من
اللحوم حتى على المدى البعيد. وقام الباحثون بمراقبة سلوكيات القردة لفترة
طويلة في حديقة تاي الوطنية في ساحل العاج. وأكدت الدراسة أن ذكور القردة
التي تشرك الإناث في طعامها تحقق نجاحا ملحوظا في التزاوج والإنجاب، حيث
تعتمد عليها الإناث التي لا تستطيع الخروج للصيد لتوفير طعامها اليومي من
دون تحمل مشقة الصيد.
وأشارت الأستاذة جوميس إلى أن هناك أكثر من مؤشر على أن تفكير القردة يقوم
على إدراك الماضي والمستقبل، وأن هذا الإدراك هو الذي يحدد سلوكها في
الحاضر. ويرى الباحثون أن نتائج هذه الدراسة سيكون لها تأثير على ما يعرفه
العلماء اليوم عن العلاقات بين الرجال والنساء. كما أشار العلماء إلى أنه
من المهم الآن معرفة ما إذا كان لا تزال هناك علاقة بين القدرة على توفير
الغذاء من جهة وتحقيق نجاح في التزاوج
والتناسل في المجتمعات البشرية التي ما زالت تعتمد في حياتها على الصيد والتقاط الطعام.
وكان علماء اسكتلنديون قد لاحظوا خلال دراسات سابقة على الحيوانات في
غينيا، أن ذكور القردة البرية تحرص على اقتناص أنواع الفاكهة اللذيذة من
الحقول والحدائق لتبهر بها إناثها وتأسر قلوبها قبل أن تقوم بعملية تزاوج
ناجحة مع هذه الإناث. ويرجح الباحثون أن يكون للسلوك المقدام لذكور القردة
تأثير إيجابي على إناثها، بالإضافة إلى توفير الذكور أنواعا متميزة من
الفاكهة لإناثها مثل فاكهة البابايا، حيث تنظر الإناث الى ذلك على أنه
عامل جاذبية إضافي في ذكورها.